استعصاء القلم
يستعصي علي قلمي في أوقات كثيرة، ويمتنع عن الكتابة.
لا أعلم سببًا للامتناع إلّا أن فيه من العبط مايكفي لأن يكون شبيها بصاحبه .
وهذا جعلني أتفكّر هل الكتابة رفاهية أم حاجة؟
وبصفتي شخص لم يكن يتحدث عما يجوب في خاطره، بل يكتبه في أقصر جملة ممكنة ويمضي في طريقة. -وهذا سبب ادماني لتويتر أو إكس حاليًا بالمناسبة-. فإمكانية ترجمة مشاعرك في عدد قليل من الحروف والمضي قدما تريح الخاطر في أحيان كثيرة.
ولكن قد كبر الفكر وازدادت المفردات والأفكار وعليت الرغبة في كتابة أكثر من ١٤٠ حرف للتعبير عن فكرة بسيطة، وهذا أظهر لي مشكلة لم أكن أراها سابقا وهي النفس الطويل والانسياب في الفكرة. فأنا أصل الى النقطة المبتغاة بسرعة وكأن هنالك من يحسب علي الحروف.
وهنا بان معدن قلمي ولياقته الضعيفة، فلذلك خططت أن أكتب بداية السنة ١٢ تدوينة فقط بمعدل تدوينة في كل شهر من أجل أن أحل هذه المشكلة ولكن لا زالت حاضرة ومتمددة.
لا أسمي امتناع قلمي هذا "قفلة كاتب" فأنا لا أرى ما أكتب عملا إبداعيًا ماهي الا خواطر تُنثر في ملاحظات لا يقرأها أحد سواي، وكأني أقوم بأسر الذكرى بين السطور لأعيد عيش بعض اللحظات.
ولكن أجدني لا أكتب الا في المواقف التي تكدر صفو مزاجي وحينما أكون سعيدًا أنسى أن أكتب. وكأن البيئة المناسبة لقلمي يجب أن تكون مسمومة. وهذا يجعل قراءة ما أكتب في أحيان كثيرة مملة جدا، وعملية الكتابة أملّ وأملّ.
أتصور أحيانا كثيرة أني لا أستطيع أن أعبر بالشكل المفترض لعقلي أن يعبر فيه، وعذري الدائم قلة قرائتي الأدبية وأن الموهبة إن وجدت لا تتطور بالجلوس في زاوية هاتفك بل يجب عليك أن تتعلم كيف تكتب بشكل صحيح.
لم اتخذ أي خطوة حقيقية في ذلك الاتجاه، فأنا لا أود أن أصبح كاتب محترف. فلدي قناعة ان الانسان لا يحترف الا في شيء واحد في الحياة ولا أريد أن اضيع فرصتي هذه بالكتابة.
تعليقات
إرسال تعليق