تأملات في الثبات، والنضج المؤجل، والهروب الذي لا يحدث.
أنا عالق لا أكتب حرفًا، لا أصف شيئًا، لا أعيش.
أيام تمر من عمري يقولون. والكلمة الوحيدة التي تطرأ عليّ: أني عالق.
ولكن لا أستطيع أن أرى ما أنا عالق به، فيه، عليه.
فكيف لك أن تفك سراحك إن لم تكن تعلم ما هو سجنك؟
أهي الحياة؟ الروح؟ المجتمع من حولك؟ نفسك؟
والجهل بالسجن، أحيانًا، أقسى من السجن نفسه.
وفي خضم دوامة العلق هذه، عدت بالذاكرة لأرى:
كم مرة علق قلمي عن الكتابة؟
وعلق عقلي عن التفكير؟
وعلق جسدي عن النمو؟
وعلقت أنا عن النضج.
يبدو أن العلق يتخذ أشكالًا مضحكة أحيانًا، قبل أن يتحول إلى شيء لا يُضحك أبدًا.
في صغري كنت أعلق في مواقف أضحك عندما أتذكرها الآن.
علقت مرة في حوض السيارة، أنا وأضحية كانت أكبر مني حجمًا.
وقد حلت إحدى عُقدها، وكانت تحاول أن تقف.
كانت تريد الهرب من سجنها، كما أرغب أن أهرب من سجني الآن.
وما كان لي حينها إلا الصراخ: خالي! خالي! البع قام.
أنا عالق في حياتي، عالق في نفس المرحلة منذ سنين عديدة.
أنا لا أتقدم، لا أصغر، لا أشيخ.
أنا ثابت، وكأني جبل. ولكني لا أريد أن أكون جبلًا في هذا السياق.
قابلني صديق لم أره منذ مدة، وقد أبيضت جوانب شعره، وقال لي أني لم أتغير، وكأنه تركني البارحة.
كيف أقول أني أشعر بالكبر يتسلل بصمت إلى عظامي، عقلي، روحي؟
كيف أصرخ لعالم لا يهتم إلا بالظاهر؟
وكيف لي أن أعلق في عقلي وجسدي؟
أوليس من المفترض أن يعلق الشخص في مكان واحد؟
ألا يتعارض هذا مع قوانين ميكانيكا الكم؟
ألا يتعارض هذا مع الإنسانية؟
لكن يبدو أن قوانيني وحدها هي التي لا تُحتسب.
تكالبت عليّ أماكن العلق.
فإن كان لزامًا علي أن أعلق، فأنا أريد أن أعلق في مكان واحد على الأقل.
أتأمل الحياة وكأني لا أعيش.
أنظر إلى حيوات الناس، وكيف يمضون قدمًا أو يعودون للوراء.
وكأني نُبذت. وكأني لُعنت بالثبات ما حييت.
وكأني في طريق سفر مهجور لا يمر به أحد.
من كثرة التكرار في الحياة — وأنا لا أعني التكرار الجيد —
أشعر بأني في نسخة من *The Curious Case of Benjamin Button*،
ولكن يبدو أنها معنونة باسمي.
ولعنَتي ليست أن أعود صغيرًا، بل ألّا أتحرك أبدًا.
أخطط للخروج، وكعادتي، أعود لمربع البداية.
لكن بما أني ما زلت أستطيع أن أقول "أنا عالق"،
فهذا يعني أن حبري لم ينفذ،
وأن روحي ما زالت هنا.
وكما يقول ديكارت "أنا أفكر، اذًا أنا موجود". فأنا أقول أنا أكتب، إذًا أنا موجود.
تعليقات
إرسال تعليق