٢٤ نوفمبر
٧:٤٢ صباحا
أكتب الآن وانا في المواقف لأني لا أريد ان اتجاهل هذا الموقف في تدوينتي القادمة. في الطريق لمدرسة أختي الصغيرة برفقة مي فاروق وهي تصدح بأغنية ام كلثوم «ألف ليلة وليلة» أستمع لشكواها من معلمة النشاط في المدرسة وانه عندما يكون هنالك يوم مفتوح لا يحضرون غير البيبسي وهي لا ترغب بشربه رغم انها أوضحت ذلك مرارا وتكرارا. وان المستفيد الوحيد من ببسيها هي صديقتها التي لا تبقي ولا تذر على طاولة الطعام.
انا اعرف لماذا لا أشرب انا وإخوتي البيبسي ونحن صغار، ولكن لم أعتقد ان الكذبة مستمرة حتى لآخر العنقود. سألتها بإستعجاب عن ما يمنعها من شرب البيبسي فأجابت بإستنكار وقالت "وانا صغيرة ماما تقول فيه صرصور زي ما قالت لكم" ولعلها فتحت باب ذكريات أو باب تروما إن صح القول فأمي «حفظها الله» ترا في البيبسي ضررا اشد من ضرر باقي المشروبات الغازية ولكنها لا تكف عن شربه. وكأي أم صالحة فهي لا تريد لأبنائها أن يسلكوا نفس طريقها. فكانت تقول لنا أن فيه «صرصور» وبعضنا سمعها تقول «دودو». قاطعت أفكاري اختي قائلة "انا إذا كبرت بمنع اولادي يشربون بيبسي، بس ما بكذب عليهم وأقول فيه صرصور" قلت لها ليش ؟ قالت لأنهم بيعرفون من زميلاتهم وما ابغاهم يتفشلون. قلت لها تفشلتي انتي؟ قالت لا الحمدلله محد انتبه.
وصلت للمدرسة وأنزلت أختي وانا في بالي الف سؤال وسؤال تكفي لكل ليالي مي فاروق. ومتعجب كيف لجيل صغير متعلم أن يطبّع الأمور ويكبر عقله على الجيل الذي يسبقه.
تعليقات
إرسال تعليق