٢٩ أغسطس ٢٠٢٤
٧:٢٢ ارهاقًا
ثاني اسابيع الدوام الذي صرخت لكي يأتي، الذي لعنت صباحاتي الخالية دونه، قد أتى ولعل الندم او التعب قد جاء معه. فأنا مرهق لعمل أدنى شيء.
بعد أسبوع أول مثالي على الورق وعلى جميع الأصعدة فكل جوانب الحياة كانت تلبى. وكل الخطط تنفذ.
أتى أسبوع ثاني مليء بالكسل والتعب ورحلة مفاجئة للعاصمة لعلي كنت أحتاجها. فلم اسافر في إجازة الصيف ابدا وكنت حبيس مدينتي الصغيرة.
الرياض، المدينة التي تعلمت كرهها لأني أدعم الجانب الآخر من الثقافة فأنا أميل للحجاز لا لنجد. فأنا اميل لسهولة الحديث والضحك في وجيه الغرباء. لا التعامل بجدية في كل المواقف.
انا لا اشره على اهل نجد فطبيعة بيئتهم اجبرتهم على هذا المنحنى ولا أمدح أهل الحجاز فلديهم امتياز لا يكون عند أحد فهم معتادون على رؤية الغرباء والمختلفين عنهم منذ عصور قديمة.
اما تاريخ زياراتي للرياض فهي لا تتعدى الثلاث زيارات ولكن في كل مره أذهل بكمية الخيارات على جميع الأصعدة. فعند الخروج من منطقة محدودة الخيارات الى مكان لا تنتهي فيه تلك الخيارات فأنت تصاب بحيرة. أجل هي نفسها الحيرة التي كان يتكلم بها أجدادنا عندما قالوا «إذا تبي تحيّره خيره» فالرياض دائما تخيرني ولا زلت أحتار.
وفي كل مره من الثلاث لم أجرب شيء مرتين الا مطعم «شكن» فأنا وبرقرهم لدينا علاقة وطيدة.
قد يظهر فوق رؤوسكم اعزائي القراء سؤال وجيه مثل. ودراستك؟ في الحقيقة هذا اول سؤال قاله والدي قبيل الحجز.
فقلت له كما سأقول لكم. " العيال ما يقصرون في التحضير والمحاضرات ملحوق عليها، وتونا بداية السنة والدكاترة ما يعرفوني ومين يقول لا للرياض؟"
أكتب لكم هذه المدونة وأنا مليء بالتعب والنعاس ومتبقي على رحلتي ٧ ساعات. وقد رضيت نفسي القنوعة بالتجارب المحدودة التي عاشتها طيلة اليومين الماضيين. وترغب بالعودة للمنزل، للهدوء، لما اعتادت عليه.
تغيرت قناعة من قناعاتي في هذه الرحلة، فأنا كنت أقول أني لن استطيع العيش في الرياض ولو كان فيها رزقي فأنا سأتحمل من أجله فقط ولن أستطيع الاستمتاع بالعيش وسط الصخب.
وسط الزحام وتوقف الناس والسيارات والحياة بكبرها. مرّ من جانبي مترو الرياض وهو المشروع الذي سيفتتح هذه السنة ولعل مشاري محب المستقبل قد أعجبته هذه الفكرة أن يذهب بالميترو ويتوقف عن قيادة السيارة والصراخ على السائقين بجانبه والحمير الذين يقودون دبابات التوصيل. وبعد عدة كيلومترات مررت بجانب مركز الملك عبد الله المالي ولعل دهشة المرة الأولى عادت فالعمران الشاهق هذا لا يبنونه البدو في مدينتي.
قد ترا اسبابي سطحية ولا معنى لها، ولكن أحببت رياض المستقبل، الرياض التي لم تأتي بعد، الرياض التي تُبنى. لا ندري يارفاق لعلي أبيع حلم العيش في مدينة يجاورها البحر، أو قد يصنعون بحرا في الرياض التي أريد العيش فيها.
تعليقات
إرسال تعليق