٢ يوليو ٢٠٢٤
٦:٥٥ م
الحر لا يطاق. وكل يوم في هذا الفصل اللعين اكتشف جانب سيء من شخصيتي الصيفية. قد قلت سابقًا اني أكره الصيف فنفسي تنزلق مني ولا أجدها، وكأنها تدفن تحت درجات الحرارة العالية. ولا تظهر الا بانخفاضها.
لم أستوعب تجارب الشهر الماضي حتى هذه اللحظة، ولا أظن أن شهرًا واحدًا قد يكفيني. فقد اختار عقلي الهرب من معالجة المواقف الى صناعة مواقف جديدة او محاولة ذلك على اقل تقدير. فأنا لا أجلس مع نفسي كثيرًا وحينما أجلس لا تعطيني الصلاحية للدخول إلى الذكريات. فبالي مشغول بماذا سأفعل بعد قليل ليس بماذا فعلت سابقًا. وهذا لم أعتده منّي الا في حالات النكران.
بعد محاولات عديدة مع عقلي لفتح أبواب الذكريات اضطررت الى الاستعانة بصديق قديم. صديق ليالي الشتاء الطويلة «عبد العزيز الضويحي» وكوب شاهي منعنع، لتهدئة الوضع في حال احتدم النقاش. لم يأخذ وقتًا في الاقناع فتلك الالحان وذاك الصوت يعرفون جيدا مداخل ومخارج هذه النفس. وماهي الا اغنيتين ورشفتين حتى فُتح سد الهواجيس وانهمرت عليّ هاجوسة هاجوسة تباعًا. ولم تكن نسمات الهواء الباردة تلك الليلة الا القشة التي قصمت ظهر البعير.
تهت في سيل الذكريات وضعت في تلك الشوارع أنا وكل أصدقائي، لم أعد اسمع صوت الضويحي ولا صوت السيارات من حولي. لم أعد اسمعني وسط خرير الذكريات وكمية الاحتمالات وكان السؤال المصاحب لكل موقف «ماذا لو؟».
ماذا لو لم أقل كذا وكذا وماذا لو قلت كذا وكذا وماذا لو تصرفت بهده الطريقة أو امتنعت عن التصرف. الاحتمالات كثيرة جدا ولا تكفيني حياتين لتنفيذها.
وسط الغرق الحاصل، كنت سعيدًا فهذا الازعاج هو ما اعتادت عليه نفسي، فلا اعلم كيف تعيشون مع ذواتكم دون تواصلها معكم. كيف تحللون المواقف؟ وكيف تضعون الاحتمالات؟ وكيف تفكرون أصلا؟ من يرد لكم الصوت في حالة كانت افكاركم سيئة؟ ومن يدعمكم إذا كانت افكاركم صحيحة؟
قد يظهر لكم أنى أهاجمكم ولكن في الحقيقية انا فقط اتعجب كيف يمكن لإنسان ان يعيش دون صوت يحدثه طوال الوقت؟ ولا أعلم هل اصنف أولئك الذين لا يتواصلون مع ذواتهم احياء ام اموات.
تعليقات
إرسال تعليق