٢٢ مارس ٢٠٢٤
سندخل في الأسبوع الثالث من رمضان ومازلت لم أجد روتيني الرمضاني. ألقي باللوم هذه المرة على نفسي الملقوفة. فهي تجرني لأشياء جديدة من باب «خلنا نجرب» وانا أحب التجربة فلما لا.
آخر ما جرتني إليه نفسي هي علاقة سطحية مع استشاري الطواريء وحينما أقول علاقة فأنا أعني انه ابتسم لي في الممر. فقررت أن أرمي اوراقي وأسأله أن كان بإمكاني الحضور معه لنهل العلم والاحساس بالتعب ومساعدة الناس.
«كود بلو»
في بداية الليلة كان الوضع لطيف فطفل يلعب ويأتي برأس ينزف وجرح خفيف. وآخر بكتف مخلوع بسبب كرة الطائرة. والكثير من أصحاب القلوب المرتبكة.
كنت أراقب تعامله معهم وأتعلم منه. وأتعرف على المنطقة من حولي في نفس الوقت حتى أصبحت أشعر بأني في منزلي. وأتبسّم للمرضى وكأنهم ضيوفي.
وفي وسط كل هذه الحميمية والأوضاع الحبّية، دخل وجه غير مألوف لي. فيه من الظلام الكثير وكأنه مرسول الموت يزف خبرا لا أحد يرغب بسماعة.
قال للدكتور "فيه كود بلو في الطريق". لم أسمع بهذه الجملة الا في أفلام هوليوود وكنت أراهم يهلعون ويرمون كل ما في أيديهم لإنقاذ المريض وصعقه حتى يعود النبض اليه ويفرح الجميع.
لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. فأول جملة خرجت بعدما عرف انهم قد يأتون بعد ١٠ دقائق هي:"خلونا ناخذ زقارة".
أين الهلع؟ الركض؟ الصياح؟ في الحقيقة لم يتغير شيء في المكان ولم يركض أحد.
التغيير كان في نفسي، فقد بدأ نفسي يتصاعد وبدأت أشعر بنبضات قلبي. فأنا لا أعلم ما سأفعل ومادوري هنا؟ علمت بأني أحد أصحاب القلوب المرتبكة حينها ولكن لا املك رفاهية الاستلقاء على السرير والبحث عن مساعدة.
عند باب الطوارئ وسط سحابة الدخان. التي لا اعلم لما انا وسطها حيث إنني لا أدخن أصلًا.
الصمت يخيم على المكان. حتى أتى دويّ الإسعاف يكسر صمت المكان ويقترب أكثر وأكثر.
أتعلم عندما يقولون إنك فقدت الإحساس بالوقت؟ ولا تعلم ماذا فعلت؟ وكأن الخمسين دقيقة التي كنا نحاول فيها كانت خمس دقائق. هذا هو احساسي، وعندما أعلنت حالة الوفاة توقف كل شيء.
تعليقات
إرسال تعليق