المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

البحر

البحر  علاقتي بالبحر معقدة مثل علاقتي بكل شيء حولي. لكن للبحر امتياز على غيره. فأنا أقيم دائمًا على بعد ساعتين منه. وأحن له دائمًا فأنا لست بالقريب القريب ولا بالبعيد البعيد. في صغري لم أعرف البحر الا في صورتين، التلفاز، متمثلًا في أغنية «أمام البحر»، وبقعة زرقاء كبيرة أراها من الطائرة. أحفظ عن ظهر قلب الأغنية وكنت أغبط الصبي كلما بلله الموج وأحسّ البرد وارتجفَا، كنت أريد أن أرتجف من برد موج البحر أيضًا. في أول لقاء حقيقي بيننا كاد أن يقتلني، أو كدت أن أقتل نفسي. فكطفل لا يعرف الخطر وبدون أي مراقبة وقفت على الشاطئ منتظرًا أن يبللني الموج وأن أرتجف من البرد تحت الشمس الحارقة. أتت الموجه ولكن لم يأتي البرد معها بل أخذتني للبحر، لموجات أكبر، ولم أقاوم أبدًا بل سلمت نفسي لحلمي. تتحقق الأمنيات ويغرقني الموج وها انا اذوق طعم الملح بكل حب. حتى امتدت يدٌ تمسكني من خلفي تجرني للأعلى بعيدًا عن احلامي، امنياتي، ورغباتي. حيث اللّا أمواج ولا برد ولا ملح، مجرد شمس حارقة. عوقبت تلك الطلعة بأن نصيبي من البحر النظر كما كنت أفعل من الطائرة. تعلمت أن أرسم في المدرسة بيت ونخلة وسيارة. لكن لم أكن أستأن...